النظريات والاتجاهات الحديثة في ادارة الخدمات الصحية
نظرية النظم في إدارة المستشفيات
نظرية النظم التي قدمها دايفيد غيستون تبرز العلاقة المتبادلة بين البيئة الداخلية والخارجية للمنظمة، من خلال المدخلات والتفاعلات، وصولًا إلى المخرجات. استخدم العديد من علماء إدارة المستشفيات هذه النظرية لشرح تأثير البيئة في العمليات داخل المستشفى. حيث تتحول المدخلات، مثل الموارد المختلفة، إلى مخرجات تمثل النتائج والأهداف التي تحققها المستشفى (الخدمات الصحية).
المستشفى هو عبارة عن تنظيم رسمي يقدم خدمات صحية (المخرجات) من خلال استثمار الموارد المتاحة له (المدخلات). الإدارة الفعالة للمستشفى تلعب دورًا حيويًا في تنظيم هذه الموارد لتحقيق الأهداف بأقل التكاليف وأعلى جودة.
كيف تؤثر البيئة على المستشفى؟
البيئة تؤثر في المستشفى من خلال المدخلات، بينما تتأثر بالمستشفى من خلال المخرجات. يمكن توضيح هذا المفهوم عبر العناصر التالية:
-
المدخلات: تشمل الموارد البشرية مثل الأطباء والفنيين والإداريين، بالإضافة إلى المستلزمات الطبية، الأدوية، والأجهزة.
-
العمليات: هي المرحلة التي تتحول فيها المدخلات إلى مخرجات، وتشمل جميع الأنشطة التي يتم فيها معالجة الموارد البشرية والمادية لتحقيق النتائج.
-
المخرجات: تتمثل في الخدمات الصحية التي يقدمها المستشفى باستخدام موارده.
-
التغذية المرتدة: وهي ردود الفعل التي تبيّن تأثير المخرجات على المدخلات، وبالتالي تعمل على تحسين العمليات المستقبلية.
بيئة المستشفى: تأثيرات خارجية
تقسم البيئة الخارجية للمستشفى إلى نوعين:
-
البيئة العامة: وتشمل العوامل السياسية، الاجتماعية، والاقتصادية التي تؤثر بشكل عام على جميع المؤسسات.
-
البيئة الصحية الخاصة: مثل الأنظمة الصحية، التقنيات الطبية، وأنظمة التعليم الطبي التي تؤثر بشكل مباشر على المستشفى.
يُعتبر التفاعل بين المدخلات، العمليات، والمخرجات أمرًا معقدًا ومترابطًا بشكل وثيق، حيث يعتمد كل عنصر على الآخر لتحقيق الأهداف المنشودة.
الاتجاهات الحديثة في إدارة المستشفيات
الإدارة بالأهداف: مفهوم وتطبيق
يُعتبر بيتر دراكر، العالِم الإداري الأمريكي، من أوائل من ابتكروا مفهوم "الإدارة بالأهداف" في عام 1954 من خلال كتابه الشهير "الإدارة في التطبيق". كان الهدف من هذا الأسلوب هو تمكين الأفراد من تحقيق القوة الذاتية والشعور بالمسؤولية في العمل.
-
تعريف الإدارة بالأهداف: هي أسلوب إداري يركز على تحديد أهداف واضحة ومحددة ضمن إطار زمني معين، ويشمل وضع خطط واقعية لتحقيق هذه الأهداف وتقييم الأداء بناءً على النتائج المحققة.
-
تعريف آخر: بحسب "جورج أوديورن"، الإدارة بالأهداف هي طريقة يتعاون فيها الرئيس والمرؤوسون معًا لتحديد الأهداف العامة للمنظمة وتحديد المسؤوليات بناءً على نتائج متوقعة، ويُستخدم هذا الأسلوب في تقييم الأداء وتشغيل الإدارات.
تُعد الإدارة بالأهداف أداة فعّالة لقياس الأداء الفردي والجماعي داخل المنظمة.
فوائد الإدارة بالأهداف:
-
تعزيز المسؤولية: تمكّن الموظف من تحمل المسؤولية وتحقيق القوة الذاتية.
-
تنسيق الأهداف: تنسيق أهداف الأفراد مع الأهداف العامة للمنظمة.
-
اشتراك الجميع: اشتراك الرئيس والمرؤوسين في وضع الأهداف وتحديد المسؤوليات.
-
أسلوب رقابة ذاتية: تعزيز الرقابة الذاتية لدى الموظفين لتحقيق الأهداف.
-
تحفيز الموظفين: رفع الروح المعنوية وتحفيز الموظفين نحو تحقيق أهداف المنظمة.
السمات الرئيسية للإدارة بالأهداف:
-
تحديد أهداف واضحة لكل منصب إداري.
-
اشتراك الأفراد في وضع أهدافهم.
-
ترابط الأهداف بشكل أفقي ورأسي داخل المنظمة.
شروط الهدف في الإدارة بالأهداف:
لكي يكون الهدف فعالًا ضمن نظام الإدارة بالأهداف، يجب أن تتوفر فيه الشروط التالية:
-
أن يكون قابلًا للقياس: يجب أن يكون الهدف رقميًا أو قابلًا للقياس.
-
أن يكون محددًا بزمن: يجب تحديد إطار زمني لتحقيق الهدف.
-
أن يكون واضحًا: لا بد من وضوح الهدف بشكل يجعله قابلًا للفهم من الجميع.
-
أن يكون متصلاً بالمسؤولية: يجب أن يرتبط الهدف بعمل الموظف ويكون ضمن نطاق مسؤوليته.
تطبيق الإدارة بالأهداف في المستشفيات:
إن تطبيق الإدارة بالأهداف في المستشفيات يتطلب فهمًا عميقًا للمفاهيم والمبادئ المرتبطة بهذه الإدارة. يجب على القيادات داخل المستشفى التأكد من استفادة جميع الأطراف المعنية من تطبيق هذه المفاهيم، ودعم الخطوات التنفيذية لضمان تحقيق الأهداف بأعلى فعالية وكفاءة.
ذلك!
تعليقات
إرسال تعليق