بحث عن السياسة الاجتماعية بشكل عام
السياسة الاجتماعية
اولاً: مفهوم السياسة الاجتماعية
مفهوم السياسة الاجتماعية (Social Policy)
كلمة سياسة ” Policy“ تعني الافتراض بوجود غايات أو
اهداف يلزم تحقيقها
وتهتم السياسة الاجتماعية اذن باحكام القيمة فالأهداف والغايات المطلوب تحقيقها هي امور حددت واختيرت واعتبرت موضوعاً ذات قيمة
كلمة الاجتماعي“Social ” تعني معايير مختلفة فربما تتميز السياسة بكونها اجتماعية لأن المجتمع الذي يسلك مسلك حكومته الشرعية هو الذي يتبنى هذه السياسة، أوقد تتميز بكونها اجتماعية لأن هذه السياسة تهتم بالجوانب الأجتماعية للحياة مثل شبكة العلاقات الاجتماعية بين الرجال والنساء والظروف التي يعيشونها داخل المجتمع ويرى“جوان ايدن“أن كلا الاستخدامين متداولين إلا أن الاستخدام الأخير هو الأكثر شيوعا
بعض تعريفات السياسة الاجتماعية
تعريف أحمد كمال أحمد :
السياسة الاجتماعية هي مجموعة القرارت الصادرة من السلطات المختصة في المجنمع لتحقيق أهدافه الاجماعيه العامة وتوضح هذه القرارات مجالات الرعاية الاجتماعية ، والاتجاهات الملزمة، ة أسلوب العمل وأهدافه في حدود أيدلوجية المجتمع ’ ويتم تنفيذ هذه السياسة برسم خطة أو أكثر تحوى عدد من البرامج ومجموعة من المشروعات المترابطة والمتكاملة.
تعريف ”مارشال :
سياسة الحكومة التي تتضمن مجموعة من البرامج والنظم الموجهة لتحقيق المساعدات العامة والتأمينات الاجتماعيــة وخدمات الضمان الاجتماعي والإسكان وغيرها.
تعريف تاونسيد :
مجموعة اساليب التدخل التي يجب ان تتبناها التنظيمات الصناعية المهنية والتطوعية والجماعات السياسيـة لتحقـيق اغراض وغايات اجتماعية من شأنها الوصول الى المساواة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية ومراعاة توزيع الثـروة وتامين الدخل بما يؤدي لمواجهة الحاجات وتحقيق المساواة في المجتمع.
تعريف د. عبد العزيز مختار :
يعرف السياسة الاجتماعية بأنها محصلة التفكير المنظم الـذي يستند الى ايديولوجــــــية المجتـــمع ويسعــــــــى الى تحــديد الأهـداف الاستراتيجية طويلة الأجل, وتوضيح مجالات خدمات وبرامج ومشروعـــات الرعـــاية الاجتمــــاعية كما يوضـــــح ويحـــدد هذا التفكير المنظم والاتجاهات العامة التي تحكم جـهود التخطيط لخدمات وبرامج ومشروعات الرعاية
وأيضا تعريف السياسة الاجتماعية من
وجهة نظر أخرى
د. ماهر ابو المعاطي
:
هي: القواعد والاتجاهات العامة التي تنتج كمحصلة لتفاعل القوى الاجتماعية في المجتمع لتحقيق أهداف استراتـيجية بعيدة المدى متضمنة مجالات وخطط وبرامـــج الرعــاية الاجتماعية وأسلوب العمل لتحقيق الأهــداف فــي ضــــؤ ايديولوجية المجتمع على أساس من الواقع المتاح وصــولا الى معدل مرغوب من الرفاهية لافراد المجتمع.
ويتضح من التعريف السابق :
أن السياسة الاجتماعية جزء من
السياسة العامة في المجتمع تصـدر عن هيئات لها هذه الصلاحيات وذلك على اعتبار أن
السياسة العامة هي الاطار العام بعـيد المدى المـعبر عن اهــداف المجتمـع ومــدى
طموحة والموجه لسلوك الافراد والمنظـــمات لتحقيق تلك الاهداف وذلك الطموح في كافة
المجالات التي من ضمنها المجال الاجتماعي.
السياسة
الاجتماعية محصلة لتفاعل القوى الاجتماعية في المــــجتمع على اساس من الدراسة
العلمية والمشاركة الشعبية حيث ان صياغتها وتنفيذها مسئولية مشتركة بين الهيئات
الحكومية وبين القيادات الشعبية باعتبارهم ممثلين للمستفيدين من برامج الخدمات
التي تتضمنها السياسة الاجتماعية وذلك باستخدام الاسلوب العلمي
س/ صياغة السياسة الاجتماعية وتنفيذها مسؤولية من ؟
يتم بمقتضى صياغة السياسة
تحديد الوسائل والغايات والبرامج والنظم الموجهة للوصول الى المساواة وتكـافؤ
الفرص والعدالة الاجتماعــية وإعادة توزيع الثروة وتامين الدخل, ويؤدي هــذا الى
تحقيق المساواة في المجتمع متضمنا ذلك مواجهة الحاجات الفردية وحل المشكلات الاجتماعية
للأفراد والجماعات والمجتمع ككل
تنبع السياسة
الاجتماعية من الثقافة السائدة في المجتمع وترتبط بأيدولوجيته والاتجاهات السائدة
فيه في اطار مجموعة من المحددات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تميز
المجتمع عن غيرة من المجتمعات
يجب ان تتضمن السياسة الاجتماعية
الأهداف القريبة والبعيدة على اساس من الواقع المتاح وصولا الى معدل مرغوب فيه من
الرفاهية لأفراد المجتمع
يجب ان يتم نشر
وإذاعة السياسة الاجتماعية على جماهير الشعب في برامج الاذاعة والتلفزيون ووسائل
الاعلام ومنها الصحف الرسمية للدولة حتى نضمن التأييد من جميع المواطنين لها
ومشاركتهم في تحقيقها.
ثانيا : أهمية تحديد سياسة اجتماعية :
يمكن إيجاز أهمية تحديد سياسة اجتماعية في المجتمع في النقاط التالية
1- السياسة الاجتماعية تجنبنا الوقوع في أخطاء نتيجة الارتجال والتخبط في رسم الخطط ووضع البرامج والمشروعات الاجتماعية.
2- تساعد السياسة الاجتماعية على الوصول إلى الأهداف المطلوبة بتوضيح مجالات العمل الاجتماعي واتجاهاته
3- السياسة الاجتماعية توجد نوعا متكاملا من التنسيق الفكري والتقارب الزمني بين مختلف القطاعات والأجهزة والمهن المختلفة العاملة في مجالات الرعاية والتنمية الاجتماعية.
4- تعاون الساسة الاجتماعية المسئولين على رسم مشروعات الخطط ووضع البرامج والمشروعات بتوضيح القواعد والاتجاهات التي يجب الالتزام بها لتقيق الأهداف
وأهمية السياسة من وجهة نظر أخرى :
انها توضح مجالات العمل واتجاهاته وأسلوبه بين القائمين على امور التخطيط والتنفيذ في ضوء تحديدها للأهداف الإستراتيجية بعيدة المدى التي يسعى المجتمع لتحقيقها.
أنها تمثل مستوى من التنسيق الفكري والذهني بين مختلف البرامج والجهود الاجتماعية برغم من اختلاف الاجهزة القائمة على تنفيذها حيث تضع وتحدد اساسا لعلاقات هذه الاجهزة والبرامج يسهل معه وضع التنظيمات التنسيقية فيما بينها لتحقيق الاهداف الاستراتيجية للمجتمع.
انها تعاون المخططين في تحديد الأولويات عند وضع الخطط الاجتماعية لتنفيذ كما انها توضح الأسس التقويمية للبرامج والخطط.
انها تعطى المعاني الإنسانية للجهود التنفيذية فهي تربط بين الفلسفة والمبادئ الاخلاقية والقيم وبين الجهود التنفيذية القائمة على الأسس العلمية مما يحول دون حدوث أي فجوة في المجتمع نتيجة لتباعد الجهود التنفيذية عن القيم والمبادئ الاخلاقية.
عن طريق السياسة الاجتماعية يمكن تحقيق امثل استثمار ممكن للإمكانيات والموارد البشرية والمادية والتنظيمية المتاحة في المجتمع او التي يمكن اتاحتها اويكون من المطلوب توافرها او تنميتها.
يساهم تحديد السياسة الاجتماعية في تنظيم العلاقات المتبادلة بين انساق المجتمع القائمة،ذلك انها مجموعة من المبادئ والمناهج التي تحدد طبيعة العلاقات المجتمعية الداخلية بين هذه الأنساق.
يساهم تحديد السياسة الاجتماعية في عملية توزيع الموارد وفي تشكيل نوعية الحياة او مستوى معيشة اعضاء المجتمع وتعديل المكانات والأدوار والحدود والجزاءات بيــــن الأفراد والوحدات الاجتماعية داخل المجتمع.
عن طريق السيـــــــــاسة الاجتماعية يمكن اشباع اقصى قدر من احتياجات افراد المجتمع وتحقيق النمو المســــــتمر المطرد ودفع المجتمع الى طريق التقدم المستمر اجتماعيا واقتصاديا، وذلك على اساس من التخطيط العلمي الذي يرتكز على:
القدرة على التوقع والتنبؤ العلمي السليم والاستفادة من علم دراسة المستقبل.
القدرة على تحقيق التوازن الدينامي المستمر بين حاجات ومشكلات المجتمع من ناحية وموارده البشرية والمادية من ناحية اخرى.
ثالثا : عناصر السياسة الاجتماعية ترتكز السياسة الاجتماعية على اربعة عناصر هي :
1- الايديولجية السائدة في المجتمع.
2- الأهداف الاستراتيجيه بعيدة المدى.
3- المجالات التي تعمل فيها البرامج والمشروعات الخدمية والإنتاجية التي تتضمنها خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية
4- الاتجاهات العامة التي تلزم وتوجه العمل الاجتماعي وتوضح وتنظم وتحدد طريقة واساليب أدائه وتنفيذه ومتابعته وتقييمه وكذلك تلزم هذه الاتجاهات وتوجه برامج ومشروعات التنمية
.مناقشة وإلقاء الضوء على عناصر السياسة الاجتماعية على النحو التالي:
الأيديولوجية السائدة في المجتمع.
الأيديولوجية هي: مجموعة الأفكار والمعتقدات الخلقية والدينية والسياسة التي تمثل التراث الثقافي والحضاري للمجتمع وتعتبر بمثابة الفلسفة المحددة والموجهة لسلوك أفراد المجتمع بكافة فئاته وقطاعاته وأجهزة وتنظيماته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية...الخ.
الأهداف الإستراتيجية البعيدة.
وتمثل آمال وأحلام وغايات ونتائج يكون من المطلوب الوصول إليها وتحقيقها على المدى البعيد بهدف: زيادة معدل الرفاهية بين كافة خدمات وبرامج ومشروعات التنمية الاجتماعية والاقتصادية سعياً: وراء تحقيق أهداف إستراتيجية محددة.
وهي:
تحقيق السياسة الاجتماعية نوعاً من التوازن والتكامل بين المستوى القومي الإقليمي والمستوى المحلي بالنسبة لخطط وبرامج ومشروعات التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
يتحقق بواسطة السياسة الاجتماعية أقصى مستويات التعاون بين كافة أجهزة التخطيط للرعاية الاجتماعية والتخطيط لتنمية المجتمع تنمية شاملة حيث تعمل هذه الأجهزة المتعددة في إطار محدد وهو إطار السياسة الاجتماعية.
يمكن بواسطة السياسة الاجتماعية تحقيق امثل استثمار ممكن للإمكانيات والموارد البشرية والمادية والتنظيمية المتاحة في المجتمع.
عن طريق السياسات الاجتماعية يمكن إشباع أقصى قدر ممكن من احتياجات أفراد المجتمع.
بواسطة السياسة الاجتماعية يمكن تحقيق النمو المتوازن بين كافة قطاعات النشاط الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والمادي في المجتمع.
بواسطة وضع سياسات اجتماعية يمكن تحقيق النمو المستمر المطرد ودفع المجتمع إلى طريق التقدم المستمر وذلك على أسس من التخطيط العلمي السليم والذي يرتكز على نقطتين أساسيتين:
- القدرة على التوقع والتنبؤ العلمي السليم والاستفادة من علم دراسة المستقبل .
- القدرة على تحقيق التوازن الدينامي المستمر بين حاجات المجتمع وبين الأهداف التي يسعى المجتمع لتحقيقها.
الأهداف التي يسعى المجتمع لتحقيقها هي:
- تحقيق الوحدة الوطنية و السلام الاجتماعي.
- توفير مظلة من التأمينات لكل أفراد المجتمع ضد البطالة والعجز والشيخوخة والمرض والكوارث.
- توفير مسكن صحي مناسب لكل أسرة.
- توفير فرص التعليم الأساسي.
- توفير الرعاية الصحية.
- تحقيق الأمن الغذائي.
- تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة السياسية والاجتماعية والعدالة في توزيع الحقوق والأعباء والتضحيات بين كافة المواطنين.
- حق كل مواطن في التعليم.
- حق كل مواطن في التعبير ضمن إطار قانوني.
- حق كل مواطن في الحصول على عمل مناسب.
- توفير كافة الرعاية للطفولة.
- توفير كافة أساليب الرعاية الكاملة والمناسبة للشباب باعتبارهم نصف الحاضر وكل المستقبل وتوجيه البرامج والمشروعات المناسبة واللازمة للشباب.
مجالات العمل وقطاعات النشاط:
هي: تلك المجالات التي تحدد لبرامج ومشروعات التنمية الاجتماعية والاقتصادية و فئات المواطنين الذين تستهدفهم تلك البرامج والمشروعات وكذلك تحديد الأجهزة التي تتم من خلالها العمل على تخطيط و تنفيذ هذه البرامج.
الاتجاهات العامة:
تصنف إلى ثلاث أنواع من الاتجاهات:
- اتجاهات غير ملزمة.
- اتجاهات شبة ملزمة.
- اتجاهات ملزمة.
ومن الاتجاهات والمناهج التي ضربت في بعض المجتمعات:
- جماعة القيادة وتتضمن:
- التفكير الجماعي.
- العدالة.
- الاتجاه العلمي.
- تجنب الإسراف في الموارد.
- الاتجاهات الإنسانية.
ركائز السياسة الاجتماعية.
ترتكز السياسة الاجتماعية في المجتمع المصري على أربع ركائز أساسية :
- الشرائع السماوية.
- مواثيق العمل الوطني.
- الدستور.
- التشريعات والقوانين والقرارات.
- الإسلام يؤمن بالمنهج العلمي.
- الإستراتيجية.
- التكتيك.
- الدستور.
- الحقوق والواجبات.
العلاقة بين السياسة الاجتماعية والخدمة الاجتماعية:
ترتبط مهنة الخدمة الاجتماعية بالسياسة الاجتماعية ارتباط وثيق اذ ان كل منهما تؤثر وتتاثر بالاخرى كالتالى:
اولا : تاثير السياسة الاجتماعية على الخدمة الاجتماعية :-
1-ان اتباع المهنة للسياسة الاجتماعية تجنبها الارتجال فى وضع الخطط التنموية كما يساعد على تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق الاهداف فى تناسق وترابط مستمر بما يوطد اقدام المهنة
2-توضح السياسة الاجتماعية لمهنة الخدمة الاجتماعية اتجاهات العمل الاجتماعى ومجالاته فى حدود ايديولوجية المجتمع عند الاشتراك فى وضع الخطط والبرامج والمشروعات او عند البت فى تحديد الاولويات او مراحل التخطيط الاخرى مثل التنفيذ والتقويم وتحديد الاهداف الجديدة
3-تعامن السياسة الاجتماعية على ربط الاجهزة القائمة على تنفيذ مشروعات وبرامج وخطط التنمية الاجتماعية عن طريق وضع اسس العمل وتحديد علاقات كل منها بما يتحقق معة وضع الخطوات والتنظيمات المناسبة وبذلك يتم تكتيل جهود القائمين على مهنة الخدمة الاجتماعية بمؤسساتها المتخصصة بما يحقق الاهداف والغايات
ثانيا:- تاثير الخدمة الاجتماعية على السياسة الاجتماعية:
1-تعمل الخدمة الاجتماعية فى مجالات الرعاية والتنمية الاجتماعية ولديها الان حصيلة كبيرة من المعلومات والخبرات نتيجة لصلات المهنة بالمواطنيين افراد وجماعات وبالمجتمعات المختلفة المستويات وسواء اكانت هذة الخبرات والمعلومات فى صورة صعوبات او مشكلات او مواقف اجتماعية او اتجاهات ورغبات او حقائق ونتائج واستنتاجات وبرامج ومشروعات نابعة من بحوث ودراسات
فان الخدمة الاجتماعيةتعمل على توضيح هذه الامور للحكومات والهيئات المتخصصة ويتم ذلك بالاتصالات المختلفة وهكذا يمكن للمجتمعات ان تحدث تعديلات فى القرارات والقوانيين والبرامج الاجتماعية فى الهيئات الحكومية وهو ما نعبر عنة بتعديلات فى السياسة الاجتماعية العامة
2- تحدث ازمة فى مواقف او ظروف خاصة تدفع الحكومات الى اتخاذ الاجراءات الازمة لتعديل سياستها الاجتماعية والحكومات الحديثة الان تعد اقدر النظم الاجتماعية القائمة في المجتمعات بما لديها من حق السيادة وما تملكة من امكانيات ضخمة بشرية ومادية وتنظيمية ولمسئولياتها الحديثة نحو المجتمع على تقديم البرامج والمشرعات الاجتماعية
وهنا يبرز دور الاخصائيين الاجتماعيين فى ميادين التخطيط الاجتماعى والسياسة الاجتماعية الذين يمكنهم ان يؤدوا دور خطير فى رسم وتعديل السياسة الاجتماعية
3- تعمل الخدمة الاجتماعية في حدود السياسة الاجتماعية على اشباع الحاجات ووضع حلول للمشكلات والمعوقات التي تواجه المجتمعات في اطار النظام القائم للسياسة الاجتماعية يتحدد في العمل على احداث التغيير او التطوير اللازم عن طريق المشاركة.
ولابد لنا ان درك ان
الرعاية الاجتماعية=what
الخدمة الاجتماعية=how
السياسة الاجتماعية= goals
أهداف سياسة الرعاية الاجتماعية
الهدفُ: هو الغاية المراد الوصول إليها، ونقطة الانطلاق لكل جُهْد مبذول؛ إذ إنه يعبِّر عن كيفيَّة إشباع الحاجات، ويُقصَد بأهداف سياسة الرعاية الاجتماعية حصيلة النتائج التي تسعى السياسة إلى تحقيقها من خلال نشاطاتِها وبرامجها المختلفة، وتعني التغيير المقصود أو المطلوب نتيجة لتنفيذ السياسة.
ويمكن أن نجعل الأهداف التي تسعى الرعاية الاجتماعية لتحقيقها في ما يأتي:
1- المشاركة الفعَّالة في بِناء الإنسان، والارتقاء بمستواه وتحقيق مصالِحه؛ بحيث يصبح هو الغاية والوسيلة؛ بهدف المشارَكة الإيجابيَّة في نشوء مجتمعِه.
2- إشباع أقصى قَدْر من الحاجات الإنسانيَّة، وتوفير الخدمات التي تُشبِع تلك الحاجات المتجدِّدة والمتعددة، إلى جانب التوسُّع في الخدمات، ورفع مستوى المعيشة لأفراد المجتمع بصفة عامة.
3- تحقيق أمثلِ استثمارٍ ممكن للإمكانيات والموارد البشرية والمادية والتنظيمية المُتاحة في المجتمع، والتي يمكن إتاحتُها، وتحقيق التوازن في توزيع ناتِج التنمية على المواطنين على أساسٍ من العدالة في توزيع الحقوق والواجبات.
4- تحقيق النمو المتوازن بين كافَّة قِطاعات النشاط الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والمادي في المجتمع.
5- العمل على تجديد وتطوير دعم النُّظم الاجتماعية القائمة؛ لزيادة كفاءتها بالنسبة لجهود إحداث التغيير المطلوب، وتحقيق الأداء في العمل الاجتماعي في شتى مجالات الرعاية.
6- تقويةُ الروابط بين المواطنين، وتدعيم العلاقات بينهم على أساسٍ من التعاون والإخاء، وتحقيق التكافُل الاجتماعي بين جميع أفراد المجتمع.
7- توضيح الأهداف الإستراتيجية، ومجالات خُطط وبرامج الرعاية الاجتماعيَّة، وأساليب تحقيقها، وموجَّهات العمل الاجتماعي لتحقيق الأهداف المجتمعية[3].
• ويرى مارشال أن الحكومات تُمارِس السياسةَ الاجتماعية لصالح مواطنيها؛ عن طريق توفير مجموعة من الخدمات تساعد على رفعِ مستوى معيشتهم، تتمثَّل في التأمينات الاجتماعية، والرعاية الاجتماعية، والسياسة السكانيَّة.
• ويرى قريمان وشيروود أن السياسة الاجتماعية تهدف أساسًا إلى تحسين الظروف العامة للمجتمع، والنهوض بحياته الاجتماعية، وتقليل الانحراف والتفكُّك الأسري قَدْر الإمكان.
• ويرى الدكتور مصطفى السروجي أن أهداف سياسات الرعاية الاجتماعية تتحدد في:
1- مواجهة المشكلات الاجتماعيَّة، وإشباع الحاجات الإنسانيَّة؛ من خلال مقابَلة الخدمات بالحاجات.
2- توجيه العمل الاجتماعي في المجتمع، وتوجيه الخُطط والبرامج والمشروعات الاجتماعية، وتحقيق الأهداف المجتمعيَّة؛ لنقْل المجتمع من صورة إلى أخرى أفضل، وتحقيق الرفاهية الاجتماعية لأفراده؛ من خلال تعاون وتنسيق الجهود المختلَفة لتحقيق الأهداف.
3- الإصلاح الاجتماعي، وتحقيق المساواة والعدالة في توزيع المواردِ والخدمات بين الأفراد في المجتمع.
4- تزويد الأفراد والفئات الأكثر احتياجات بالخدمات اللازمة؛ لمقابَلة حاجاتِهم المتزايدة.
5- بناء وتنمية الإنسان في المجتمع، وتحقيق الاستقرار، وإحداث التغيير والتنمية الاجتماعية كعائد لتحسين نوعيَّة الحياة في المجتمع
6- ارتباطها بالأهداف المحلية العامة، وهي أهدافٌ إستراتيجيَّة تتحقَّق على المدى الزمنيِّ الطويل.
7- تحديدها وسائل تحقيق الغايات والأهداف.
8- إشارتها إلى أولويات الرعاية الاجتماعية فئويًّا ومجتمعيًّا في كل مرحلة من مراحلِ العمل الاجتماعي بما يُسهِم في تحقيق الأهداف.
9- أنه لا يمكن أن تُحقِّق الرعاية الاجتماعية وخدماتها الكفاءة والفعالية المنشودة لتحقيق أهدافها في غياب سياسات واضحة ومحدَّدة للرعاية الاجتماعية، تتمركز حولها الجهود والأنشطة المختلفة لتحقيقِ الأهداف.
ومن خلال ما سبق، يتَّضِح لنا أن أهدافَ الرعاية الاجتماعية تتركَّز حول رفع مستوى الإنسان وتحقيق أقصى قَدْر ممكن من إشباع الاحتياجات الضروريَّة للأفراد داخل المجتمع
تأثير السياسات الاجتماعية على المسنين في المملكة العربية السعودية
فمن الملاحظ أن السياسات الاجتماعية في المملكة العربية السعودية تمثل الإطار العام الموجه لكافة نشاطات وبرامج الرعاية الاجتماعية في المجالات المختلفة وينطوي تحت هذه المجالات مجال رعاية المسنين.
وبتحليل سياسات الاجتماعية برعاية المسنين في المملكة العربية السعودية يمكن القول بأن هذه السياسات تنطلق من حقيقة أساسية مؤداها: ضرورة الاهتمام برعاية المسنين تقديراً لهم وتطبيقا لشرع الله الذي أوصانا بكبارنا وتقديم كل العون والمساعدة لهم دون انتظار رد منهم، فالأجر من الله عز وجل.
وبهدي من هذا التوجيه انطلقت رعاية المسنين في المملكة لتقدم أوجه الرعاية المختلفة للمسنين، ورغم تعدد هذه الأوجه إلا أنه يمكن تصنيفها إلى محورين هما:
1- الرعاية الاجتماعية:
وتقوم بها دور الرعاية الاجتماعية المنتشرة في المملكة لتقديم خدماتها للمسنين الذين تعجز أسرهم عن تقديم الرعاية الشاملة والمتكاملة لهم، أو الذين ليس لهم عائل.. الخ.
كما تدعم الدولة دور الأسرة السعودية حتى تقوم بمهامها المتوقعة بالنسبة للمسن خير قيام مما يساعد على توافق المسنين وتوفير الراحة والمستوى اللائق لمعيشتهم.
2- الرعاية الاقتصادية:
حيث تقدم المساعدات الاقتصادية للمحتاجين من كبار السن عن طريق الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية، أما المتقاعدون منهم فإنهم يتلقون معاش التقاعد عن طريق مصلحة معاشات التقاعد للموظفين الحكوميين، والتأمينات الاجتماعية للموظفين بالقطاع الأهلي، وبعض المؤسسات شبه الحكومية مثل الخطوط السعودية وشركة أرامكو وغيرها.
ورغم انعكاسات السياسات الاجتماعية وتأثيرها على الرعاية الاجتماعية والرعاية الاقتصادية للمسنين في المملكة العربية السعودية إلا أن بعض الباحثين يقترح وضع سياسة أو إستراتيجية وطنية لرعاية المسنين في المملكة العربية السعودية..
على أن تسعى السياسة المقترحة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف هي:
1- توحيد وسائل وأساليب الرعاية على مستوى المجتمع كله.
2- العمل على وضع الخدمات العلاجية والنفسية والاجتماعية والثقافية والترفيهية لكبار السن ضمن منظومة واحدة تتساند عناصرها مع بعضها البعض.
3- تحديد عناصر كل خدمة من الخدمات ودراستها بدقة للتعرف على وسائل تحقيقها.
4- تكوين رؤية واضحة لرعاية المسنين تستمد من ثقافتنا العربية وبيئتنا الإسلامية بعيدة عن أي صيغة مستوردة.
5- إندماج المسنين في المجتمع من خلال ممارسة كافة النشاطات.
6- اشباع حاجات المسنين سواء أكانت رعاية صحية أو رعاية نفسية أو رعاية اجتماعية.
7- علاج مشكلات كبار السن كفقدان الأمن الاجتماعي النفسي أو فقدان الأمن الاقتصادي أو مشكلات وقت الفراغ.
تعليقات
إرسال تعليق