نشأة علم الاجتماع

 نشأة علم الاجتماع :-

إنه علم لم يظهرمن فراغ بل له تاريخ طويل يرتبط بالتأملات الفكرية والفلسفية التى تمهد الطريق لظهورالتفكير العلمى .

وفيما يلى بعض الإسهامات فى مجال التفكير الاجتماعى
إسهام الفكر الشرقى القديم
ونأخذ إسهامات المصريين القدماء كمثال على ما أرستة من أخلاق اجتماعية ومشاركات وجدانية .
أ- اهتموا بالنظام الأسرى ودعائم استقراره .
ب- اهتموا بالنظام الطبقى ، والصراع الطبقى بين قادة الشعوب والجند المرتزقة .
ج- وضعوا القواعد التى تحكم السلوك الانسانى القويم مثل : (عدم الاعتداء على ملكية الغير ، واحترام الكبار،والاخلاص فى العمل.... الخ) وهى ما قامت علية القيم الإنسانية فى العالم كله .
-2الفلسفة اليونانية القديمة :-
وهذه أهم الأفكار ذات الطابع الأجتماعى فى الفكر اليونانى القديم :-
أ‌-تأكد مبدأ التغير الاجتماعى:
فالمجتمع أشبه بالنهر الذى تتغير مياهه باستمرار ، فالمجتمعات تنتقل من البسيط الى المركب.
ب‌-يحقق المجتمع الفضيلة الكامله : -
عندما يحقق المثل العليا التى تقوم عليها المدينة الفاضله مثل
(الترابط – التعاون – تقسيم العمل (
ج- المجتمع يقوم على الترابط العضوى :-
فالأنسان كائن اجتماعى يقيم علاقات اجتماعية لا يستطيع العيش بغيرها ، وهو كائن سياسى يؤسس المجتمع السياسى على روح المواطنه .
د- المجتمع يقوم على علاقة وثيقة بين الفرد والمجتمع :-
الفرد لا ينتمى لنفسة بقدر ما ينتمى إلى الدولة ويحافظ على التوزان بينهما ليحقق استقرار المجتمع .

أوجست كونت (1798 – 1857)


دعا الى علم الاجتماع الذى أطلق عليه أسم "الفيزياء الاجتماعية" فقد كان يريد أن يكون علم الاجتماع أشبه بعلم الطبيعة ، ولكنة تخلى عن هذا الاسم لأنه أراد أن يميز علم الاجتماع كعلم مستقل ، فاستخدم كلمة علم الاجتماع .
أراد كونت أن يكون علم الاجتماع ينتج معرفة باستخدام منهج الملاحظه والتجربة ، وحاول أن يتوصل إلى بعض قوانين الحياة الاجتماعية ، وقسمها إلى نوعين :-
-1
قوانين الثبات أو النظام (الاستاتيكا الاجتماعية(
-2
قوانين الحركة والتغير (الديناميكا الاجتماعية(
ولكن هذه القوانين أدخلته فى فلسفة التاريخ ، لأنه أعتقد أن المجتمعات تمر بالمراحل الآتية :-
(المرحلة الدينيه – المرحلة الفلسفية – المرحلة الوضعية) ووجه إليه نقد خلط العلم بالفلسفة والتاريخ

إميل دوركايم (1858 -1917)


وجاء دوركايم وقدم إسهامات حولت علم الاجتماع إلى علم مستقل ، ومن أهم الإسهامات التى قدمها :-
1-حدد موضوع علم الاجتماع : وهو دراسة الوقائع الاجتماع مثل (الدين والدولة والأسرة) ليتميز عن موضوعات العلوم الأخرى .
 -2
استخدام المنهج العلمى : فى دراسة موضوع علم الاجتماع ، فالمنهج العلمى الذى يطبق فى دراسة الوقائع الطبيعية يمكن أن يطبق على الوقائع الطبيعية باعتبار أنها أشياء .
(المجتمع أكبر من مجموع أفراد)
-
فالمجتمع يضع القواعد التى يلتزم بها الأفراد ، لذلك يؤكد "دوركايم" على "الطابع القهرى" للوقائع الاجتماعية فهى تشكل الاطار الخارجى الملزم للفرد )فالفرد ينصاع مقهوراَ أحياناَ كما فى المجتمع القديم وطواعية أحياناَ أخرى كما فى المجتمع الحديث (
-
طبق "دوركايم" هذه المبادئ المنهجية على دراسة المشكلات فى المجتمع الذى يعيش فيه (درس تقييم العمل الاجتماعى ، ومشكلة الانتحار(........
-
بذلك أرسى "دوركايم" دعامات علم الاجتماع وأصبح علما عالمياَ ينتج نظريات تحل مشكلات عالمنا المعاصر .

 

هربرت سبنسر

هربرت سبنسر فيلسوف بريطاني ( 27 ابريل 1820 - 8 ديسمبر 1903 ).في كتابه السياسي " الرجل ضد الدولة" قدم رؤية فلسفية متطرفة في ليبراليتها. كان سبنسر، وليس داروين، هو الذي اوجد مصطلح "البقاء للأصلح ". رغم إن القول ينسب عادة لداروين. و قد ساهم سبنسر في ترسيخ مفهوم الارتقاء، وأعطى له أبعاداً اجتماعيا، فيما عرف لاحقا بـ الدارونية الاجتماعية. وهكذا يعد سبنسر واحدا من مؤسسي علم الاجتماع الحديث. ولد سبنسر في ديربي، و تلقى معظم تعليمه في المنزل، عمل كمهندس مدني، لكن كتاباته المبكرة 1848 شهدت اهتماما بألامور الاقتصادية. حيث عمل كمحرر في جريدة الايكونومست "الاقتصادي".و التي كانت، كما هي الآن، جريدة اقتصادية مؤثرة ومهمة. عام 1851 انضم إلى مجموعة جون تشابمان،التي كانت ترعى الفكر الحر والإصلاح، و بالذات تروج لفكرة التطور و الارتقاء . طلب تشابمان من سبنسر أن يبحث نظرية توماس مالتوس و يعرضها في العدد الأول من مجلة اشرف على إصداراها، ورأى سبنسر في نظرية مالتوس قانونا عاما يصلح للبشر كما للحيوانات، حيث تعمل الحروب و الكوارث والأوبئة على تصحيح الزيادة السكانية . من هذه اللحظة فصاعدا اعتبر سبنسر كاتبا مهما، ووجد تعبير" البقاء للأصلح " رواجا كبيرا، و توالت كتبه التي شملت مواضيع مختلفة، و كانت ترى مسألة التطور والارتقاء في شتى الجوانب الاجتماعية. حيث لا مكان للضعيف في سباق الأقوياء. شكلت الدراوينية الاجتماعية في تلك الفترة بمثابة كفارة لضمير الإنسانية المتعب: حيث قدمت على إنها قانون الطبيعة الذي لا حياد عنه. كان سبنسر يمتلك علاقات وثيقة مع كبار الرأسماليين في عصره، الذين تلقفوا أفكاره و رحبوا بها، و كان سبنسر قد اخبر كارينجي، واحد من أهم رأسماليي عصره : أن صعود شخص مثله، لم يكن نتيجة حتمية فحسب، بل كان حقيقة علمية. كان سبنسر معجبا جدا بداروين، و من اجله فقط، حث بيمينه بعدم دخول اي كنيسة ، حيث حضر القداس على روحه في كنيسة وستمنستر

 ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع

حدد ابن خلدون مهمة العمران البشري و جعل موضوع هذا العلم دراسة المجتمع الإنساني ككل و قد صنف مجموعة من هذا العلم و هي كالتالي:
-
العمران البشري و يشمل دراسة التجمعات البشرية .
-
العمران البدوي و يشمل دراسة القبائل و الأمم الوحشية .
-
الدولة العامة و الملك و الخلافة و المراتب السلطانية .
-
العمران الحضري و الأمصار و البلدان .
-
دراسة التغير الاجتماعي .

على الرغم من أن التفكير الاجتماعي قديم قِدَمَ الإنسان نفسه، إلاَّ أن الاجتماع الإنساني لم يصبح موضوعًا لعلمٍ إلا في فترة لاحقة، وكان أَوَّل مَنْ نَبَّه إلى وجود هذا العلم، واستقلال موضوعه عن غيره، ووضع أسسه، وابتكره، هو العلاَّمة المسلم ابن خلدون!

فقد صرَّح في عبارات واضحة أنه اكتشف علمًا مستقلاًّ، لم يتكلَّم فيه السابقون؛ إذ يقول: "وكأن هذا علم مستقلٌّ بنفسه، فإنه ذو موضوع، وهو العمران البشري والاجتماع الإنساني، وذو مسائل؛ وهي بيان ما يلحقه من العوارض والأحوال لذاته، واحدة بعد أخرى، وهذا شأن كل علم من العلوم، وضعيًّا كان أو عقليًّا"[3].

ويقول أيضًا: "واعلم أن الكلام في هذا الغرض مُسْتَحْدَث الصنعة، غريب النزعة، أَعْثَر عليه البحث، وأدَّى إليه الغوص... وكأنه علم مستنبط النشأة، ولعمري! لم أقف على الكلام في منحاه لأحدٍ من الخليقة، ما أدري: ألغفلتهم عن ذلك، وليس الظنُّ بهم؟ أو لعلهم كتبوا في هذا الغرض، واستوفوه، ولم يصل إلينا؟

"[4].

كما أنه لم يكتفِ بذلك، بل دعا القادرين إلى استكمال ما نقص منه، فقال: "ولعلَّ مَنْ يأتي بعدنا -ممن يُؤَيِّده الله بفكر صحيح، وعِلْـمٍ مُبِينٍ- يغوص في مسائله على أكثر مما كتبنا، فليس على مستنبط الفنِّ إحصاء مسائله، وإنما عليه تعيين موضع العلم، وتنويع فصوله، وما يُتَكَلَّم فيه، والمتأخِّرُون يُلْـحِقُون المسائل من بعده شيئًا فشيئًا إلى أن يكمل"[5].

وإضافةً إلى ذلك فإن مقدمته شملت على أقلِّ تقدير سبعة من فروع علم الاجتماع المعاصر، ناقشها ابن خلدون في وضوح تامٍّ[6].

ولكن على الرغم من ذلك، وعلى الرغم من قول عالم الاجتماع النمساوي الشهير جمبلوفتش: "لقد أردنا أن ندلِّلَ على أنه قبل أوجست كونت، بل قبل فيكو الذي أراد الإيطاليون أن يجعلوا منه أول اجتماعي أوربي، جاء مسلم تقيٌّ، فدرس الظواهر الاجتماعية بعقل مُتَّزِنٍ، وأتى في هذا الموضوع بآراء عميقة، وإن ما كتبه هو ما نسمِّيه اليوم علم الاجتماع. على الرغم من ذلك كله، فإن التأريخ لعلم الاجتماع يقف عند الفرنسي كونت باعتباره المنشئ الأول لهذا العلم، ويتجاهل بذلك المؤسِّس الحقيقي لهذا العلم، الذي نبَّه عن وعي وفي وضوحٍ إلى اكتشافه لهذا العلم

وقد شهد المنصفون بأن أوجست كونت استمدَّ كثيرًا من آرائه ونظرياته من مقدمة ابن خلدون!

فابن خلدون يُمَثِّل نقطة تَحَوُّلٍ في كتابة التاريخ الإنساني، وفي تأسيسه لعلم الاجتماع، قد هزَّ الفكر الإنساني العالمي بذلك؛ إذ وضع خُطَّة جديدة وآراء جديدة، بل وضع قوانين جديدة يمكن تطبيقها، وتنسحب على كل المجتمعات البشرية، انطلاقًا من أنَّ الإنسان لا يعيش إلاَّ في مجتمع، وإذا عاش في مجتمع؛ فلا بُدَّ أن يعيش مع شعب، وإذا عاش مع شعب لا بُدَّ أن يعيش على أرض، ولكي تَظَلَّ العلاقة قائمة بين هؤلاء الناس، أو القبائل، أو الشعب، أو هذه المجموعة البشرية؛ لا بُدَّ من أن ينظِّمَها حاكم؛ وأنواع الحاكم تدرَّجَتْ من حاكم بسيط (شيخ قبيلة) إلى حاكم مُطْلَقٍ، استطاع أن يستخدم كل الوسائل التي هيَّأها له هذا التجمُّع البشري، أو هذا العمران، واستطاع أن يستغلَّ هذا ويصبح هو الحاكم المطلق، وإذا أصبح حاكمًا مطلقًا استطاع أن يؤسِّس دولة، فإذا أسَّس الدولة التي طبَّق عليها ابن خلدون نظريته؛ مرَّت الدولة بمراحل مختلفة، هذه المراحل وجدت صحَّة في التطبيق في واقع الحياة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنواع و وظائف الجماعات في طريقة خدمة الجماعة

الخدمة الاجتماعية النشأة والتطور

بحث عن السياسة الاجتماعية بشكل عام

تقرير عن مراكز التنمية الاجتماعية في السعودية

البرنامج في العمل مع الجماعات

التكامل بين المدرسة والاسرة في التعامل مع المشكلات المدرسية

الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية المعاقين

الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية المسنين

النظريات والاتجاهات الحديثة في ادارة الخدمات الصحية

الصعوبات والتحديات في تقديم الخدمة الاجتماعية الطبية: دراسة شاملة