التدخل المهني مع الحالات الفردية في الاتجاه التقليدي التشخيص

 

التشخيص :

التشخيص عملية عقلية لتفسير طبيعة الموقف الاشكالي وأسبابه لإحداث التأثير المطلوب من خلال خطة مناسبة , وهي عملية تعتبر من أدق عمليات خدمة الفرد التي تتطلب كفاية مهنية عالية.

بمعنى هو عبارة عن عملية تفسيرية توضح تفاعل العوامل التي تداخلت في الموقف وتفاعلت مع شخصية العميل حتى وصل الأمر الى الموقف الحالي.

ويعرف التشخيص على انه التحديد لطبيعة المشكلة وعواملها السببية والاتجاهات الشخصية نحوها بقصد عمل خطة العلاج .

الصياغات التشخيصية :

ان العملية التشخيصية لا تحقق أهدافها الا من خلال صياغتها صياغة مناسبة توضح الابعاد المختلفة لمشكلة العميل وكذلك الاتجاهات والخطوات العلاجية العامة اللازمة للتعامل مع مشكلته

وفي الحقيقة ليس للتشخيص صياغة موحدة تعمم في كافة المؤسسات وانما لكل مؤسسة حرية اختيار الصياغة والاسلوب الذي يناسبها .

هدف التشخيص الاساسي هو رسم طريق العلاج فلابد وأن يحتوي التشخيص على الجوانب التي تتفق والخدمات الفعلية لكل مؤسسة على حدة

أشكال التشخيص :

وسوف نعرض فيما يلي أكثر اشكال التشخيص شيوعاً

1- الأفكار التشخيصية : وهي عبارة عن الانطباعات غير اليقينيه التي تتسم بالكلية أو العمومية (الانطباع العام الذي كونه الممارس المهني عن الموقف)

2- التشخيص الاكلينيكي : وهو عبارة عن تصنيف الموقف الاشكالي دون ذكر العوامل المسببة له. مثل تحديد طبيعة المرض أو نوع العاهة أو نوعية الاحتراف.

3- التشخيص السببي : وهو عباره عن توضيح الطبيعة الخاصة للمشكلة ونوعيها المميزة بالإضافة الى طبيعتها العامة مثل مشكلة مدرسية متمثلة في حالة تأخر دراسي.

4- التشخيص الدينمي الوصفي : هو الذي يوضح تفاعل العوامل الذاتية والبيئية والتي ادت الى الموقف الاشكال .

5- التشخيص المتكامل : التشخيص المتكامل هو تحديد لطبيعة المشكلة ونوعيتها الخاصة مع محاولة علمية لتفسير أسبابها بصورة توضح أكثر العوامل طواعية للعلاج.

العبارة التشخيصية :

هي الصياغة النهائية المتكاملة التي يصاغ بها كافة مناطق الاهتمام في التشخيص التي سبق أن أوضحناها وفي العادة فإن العبارة التشخيصية تتضمن الحلقات التالية :

الحلقة الأولى :-

فقرة استهلالية تمثل وحدة متكاملة تحد من ايجاد بيانات أولية تعريفية بالعمل (كإسمة-سنة-موقع عمله أو مدرسته – التصنيف العام للمشكلة .... الخ) ثم تصنيفها الطائفي (الطائفة المميزة التي تنتمي لها المشكلة داخل مجالها العام من ناحية وحسب خدمات المؤسسة فإذا كان المجال العام مثلاً هو جناح أحداث فإن التصنيف الطائفي قد يكون تشرد أو سرقة أو شذوذ جنسي ... الخ ثم التوعية المميزة للمشكلة لعوامل ذاتيه وبيئية.

الحلقة الثانية :-

وهي حلقة توضح التشخيص العاملي للحالة أي تحدد العوامل الذاتيه والبيئية التي تدخلت في أحداث الموقف الاشكالي وكيف تفاعلت هذه العوامل لأحداث المشكلة المعروضه بالصورة التي ظهرت بها أي توضح فردية الحالية مع التركيز لأهمية الحاضر في أحداث الموقف

الحلقة الثالثة :-

وهي فقرة تبرز مناطق القوة والضعف في الحالة والاتجاهات العامة للعلاج.

الحلقة الرابعة :-

وهي حلقة تستخدم في الحالات التي تلعب فيها خبرات الماضي دوراً رئيسياً في إحداث المشكلة الحاضرة وهذا ما أوضحناه من خلال حديثنا عن التفاعل الرأسي في التشخيص

التشخيص السببي :-

هو بدوره تشخيص تصنيفي عام كالنوع الاكلينيكي السابق إلا أنه يضيف على طبيعة المشكلة طائفتها الخاصة أو نوعيتها المميزة عن الطرائف الاخرى الواقعة داخل التصنيف العام فالقول بأن المشكلة هي اضطراب نفسي هو تصنيف اكلينيكي عام أما اضافة الطائف لهذا كالانطواء أو القلق هو تصنيف طائفي أو تشخيص سببي. حيث يهتم بمعرفة أسباب المشكلة ونشأتها وتاريخها منذ البداية.

يعتمد التشخيص على عنصرين أساسين أولهما التحليل وثانيهما تقييم ما وصل اليه الممارس من تحليل العوامل المسببة للموقف الاشكال :

1- تحليل العوامل :

يقصد بالتحيل هو تفتيت الظاهرة الي جزئيات وايجاد العلاقة بين هذه الجزئيات ومسبباتها فمثلاً اذا كان طفل يشكو من سوء معاملة المدرس له فان الاخصائي الاجتماعي يبحث عن الموقف ويحاول أن يفتت هذا الموقف الى عواملة الأولية.

كما نعلم أن الموقف ينقسم الى عنصرين أساسيين وهما العوامل الذاتية وأهم جوانبها الوراثة والنواحي العقلية والنواحي الصحية

وكذلك العوامل البيئية وتشمل الأسرة وعلاقاتها والنواحي الاقتصادية والقسم السائدة والمدرسة أو العمل.

2- التقييم للعوامل التي توصل اليها الاخصائي الاجتماعي :

تحليل العوامل وحدها لا يوصل الممارس الي تشخيص الموقف وانما يجب تقييم هذه العوامل للوصول الى أكثرها أهمية في الموقف ويقصد بالتقييم هو تقدير أثر كل عامل بالنسبة للعوامل الأخرى فالعوامل المتداخلة في الموقف كالنواحي الذاتية أو النواحي البيئية وتختلف تأثيرها في الموقف فقد يتعرض العميل لمشاكل تظهر للمرة الأولى أن العامل الاقتصادي هو العنصر الأساسي في المشكلة ولكن على ضوء التحليل الذي أشرنا له سابقاً فقد يتبين أن العامل النفسي هو العنصر الأساسي الذي أدى الى الوقوع في هذه المشكلة الاقتصادية.

التشخيص في خدمة الفرد يعتمد على الربط بين الأعراض والمسببات لهذه الأعراض.

 

 

 

 

 

 

خصائص التشخيص :

1- التشخيص عملية مهنية تتوسط الدراسة والعلاج :

سبق القول أن عمليات خدمة الفرد الثلاثة ليست عمليات منفصلة عن بعضها وليست عمليات متتابعة ولكنها عمليات متداخلة ولا يمكن الفصل بينهما.

2- التشخيص عملية تسعى لتحديد طبيعة المشكلة :

بعد أن يبدأ الاخصائي الاجتماعي في مقابلة العميل ويعرف منه بعض المعلومات والحقائق الدراسية ووجهة نظرة في العوامل المسببة لها ( التشخيص الذاتي للمشكلة) عندئذ يستطيع الاخصائي الاجتماعي تحديد الطبيعة العامة للمشكلة .

3- التشخيص عملية عقلية :

لكي يتم التشخيص بالصورة العلمية فانه يعتمد على قدرة العقل البشري على الاستدلال والاستنتاج وذلك عندما يلتزم الاخصائي الاجتماعي بالأسلوب المنطقي السليم في ممارسة العمليات العقلية الرئيسية وهي التفكير والتذكير والترابط والتخيل والتحكم.

4- التشخيص عملية ادراك وتفسير للعوامل التي أدت لحدوث المشكلة :

تنشط الوظيفة الادراكية أثناء عملية التشخيص ويستخدم الاخصائي الاجتماعي فيها حواسه المختلفة بالإضافة الى قدراته العقلية المختلفة حتى ينجح في تحليل الحصيلة الدراسية التي يخرج فيها بمعرفة أهم العوامل المؤثرة في الموقف سواء كانت عوامل بيئية أو ذاتية.

5- التشخيص يعتمد على الدراسة بمستوياتها الرأسية والأفقية :

فالأخصائي يتعامل مع العميل على أساس أنه شخص في موقف ، لذلك يحاول جاهدا في إبراز علاقة الشــخص بالمواقف وفهمها و ذلك بعد دراسة الماضي و الحاضر الذي يؤثر بها كل منهما في إيجاد الموقف.

6- التشخيص رأي مهني للأخصائي الاجتماعي :

التشخيص هو رأي مهني يكونه الاخصائي الاجتماعي نتيجة تحليله وتقييمه للحصيلة الدراسية المكونة من مجموعة الحقائق والمعلومات التي حصل عليها من المصادر الدراسية المختلفة.

7- التشخيص عملية مشتركه هدفها الوصول الى خطة العلاج :

التشخيص عملية مشتركة بين الاخصائي الاجتماعي والعميل حيث أن كل منهما يعتمد على الأخر .

كيف تتم عملية التشخيص :

1- أن عملية التشخيص تبدأ منذ أول اتصال بالعميل وتدعمها وسائل الدراسة المختلفة كالمقابلة بأدواتها المختلفة من ملاحظة وانصات واطلاع على السجلات والاستعانة بآراء  وما يبديه من تصورات وتفسيرات للحقائق المختلفة عن موقفه.

2- تستمر العملية التشخيصية باستمرار العمل مع الحالة بمعنى أن مجال التشخيص يظل مفتوحاً للمزيد من الوضوح والتأكيد والإضافة مع ازدياد التفاعل المهني مع العميل ورسوخ العلاقة المهنية والوقوف الى استجابات العميل للخطة العلاجية.

خطوات التشخيص :

للتشخيص خطوات رئيسية يجب اتباعها وهي :

·       الادراك المبدئي لحقائق الموقف الاشكالي.

·       حصر الحقائق وتقويمها.

·       التفسير الدينمي والسببي

·       تحديد مناطق العلاج واتجاهاته

·       الصياغة النهائية للتشخيص

أولاً : الموقف المبدئي لحقائق الموقف الاشكالي :

أي تكوين الانطباع الكلي عن طبيعة الموقف وابعاده الكلية دون التعمق في الجزئيات , وهذا الانطباع يحدد مجال التفكير ويمهد استشعار الممارس لجوانب الموقف الاشكالي.

ثانياً : حصر وتقويم الحقائق :

والمقصود بها حصر حقائق الموقف الاشكالي كل على حدة ثم تقويم هذه الحقائق للوقوف على درجة انحرافها عن المألوف أو المتوسط.

ثالثاً : التفسير الدينمي والسببي :

بعد تجميع الحقائق وتقويمها يبدأ الممارس المهني في البحث عن كيفية تفاعل هذه الحقائق لاحداث الموقف الاشكالي.

 

 

رابعاً : تحديد مناطق العلاج واتجاهاته :

على ضوء التفسير الديمني للموقف الاشكالي يتم تحديد الخطوط العريضه للعلاج (أي تحديد مناطق القوة الواجب استثمارها في الموقف – ومناطق الضعف التي يتعين مواجهتها في حدود امكانيات العميل والمؤسسة وامكانيات البيئة الخارجية

خامساً : الصياغة النهائية للتشخيص :

أي وضع العبارة التشخيصية التي تتضمن مكونات التشخيص المتكامل والصياغة الواضحة والمعاني محددة المعالم وتتسم بالصياغة الفردية الخاصة؟

مناطق الاهتمام في التشخيص :

1- المشكلة :

·       وتكون من وجهة نظر العميل (نشأتها-اعراضها-تاريخها-المشاكل الفرعية-خواص كل من فترات التأزم والتحسن-تطور المشكلة وعلاقاتها بتطوير حياة العميل )

·       درجة تأثر العميل بالمشكلة وما تشكله من ضغوط

·       استعداد العميل للتعاون لحل المشكلة

·       أثر المشكلة في قدرة العميل على اشباع رغباته وحاجاته الاساسية

2- شخصية العميل .

3- بيئة العميل :

ويتضمن هذا الجزء (الاسرة – مستوى المعيشة – السكن والازدحام – الاحوال الشخصية والمسكن والتغذية – العلاقات الاسرية وأنواع الضغوط التي يعاني منها العميل)

4- موقف الحالة وفرديتها :

ويشمل بعض الجوانب ذات الأهمية الخاصة في التاريخ التطوري للعميل والتي لها ارتباط بما يعاني منه حالياً من مشكلات.

5- قدرة العميل على التوظيف والتكامل الاجتماعي :

·       مقارنة بين درجة ونوع أداء العميل لوظيفته الاجتماعية قبل وبعد المشكلة

·       معدل اشباع الحاجات الاساسية للعميل قبل وبعد الموقف

·       قدرة العميل على التوفيق بين القوى المتعارضة والتلائم معها وحل الصراعات بينها واستنباط الحلول .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنواع و وظائف الجماعات في طريقة خدمة الجماعة

الخدمة الاجتماعية النشأة والتطور

بحث عن السياسة الاجتماعية بشكل عام

تقرير عن مراكز التنمية الاجتماعية في السعودية

التكامل بين المدرسة والاسرة في التعامل مع المشكلات المدرسية

البرنامج في العمل مع الجماعات

الصعوبات والتحديات في تقديم الخدمة الاجتماعية الطبية: دراسة شاملة

الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية المعاقين

الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية المسنين

النظريات والاتجاهات الحديثة في ادارة الخدمات الصحية