العلاج المعرفي
العلاج المعرفي
مقدمة :
العلاج المعرفي هو أحد احدث المداخل العلاجية التي تستخدم في الخدمة الاجتماعية الطبية وقد أصبح بعد مرور وقت قصير المدخل المسيطر والسائد بين المداخل الأخرى في الخدمة الاجتماعية , بل أن البعض يرى أن التغير من أشكال العلاج الاخرى مثل العلاج السلوكي وصولا الى العلاج المعرفي يعتبر ثورة حيث أن العلاج المعرفي لا يعتمد على نموذج واحد بل يتضمن العديد من النماذج المعرفية التي أعتمد كل منها على تكنيكات نظرية وعملية .
النماذج الاساسية للعلاج المعرفي :
حصل العلاج المعرفي كاتجاه علاجي حديث على دعم كبير من الاخصائيين الاجتماعيين بسبب وضوحه , وقصر مدته , وفاعليته , ومنطقيتة.
وسوف نتناول بعض النماذج :
العلاج المعرفي (لبك)
· في عام 1976 أرون بك نشر مؤلفه عن العلاج المعرفي والأمراض النفسية والذي وصف بأنه مدخل جديد للعلاج
· التدخل العلاجي في اطار هذا المدخل يهدف بشكل مباشر الي تغيير الافكار , العواطف , الدوافع , السلوكيات غير السوية للعميل.
· يقوم المعالج المعرفي في هذا الاتجاه بالتعديل في مفاهيم وأفكر العميل حتى تصبح واقعية ومنطقية
· يفترض العلاج المعرفي انه يوجد بناء معرفي لأي شخص مرتبة فيه أفكاره , معلوماته , ويستهدف المعالج المعرفي بمساعدة العميل على تغيير الافكار غير الصحيحة
· الافكار والمعتقدات التي تتكون وتتشكل مبكراً في مرحلة الطفولة هي أساس البناء المعرفي للشخص ويبنى عليها القواعد التي تحكم السلوك
· يستخدم المعالج المعرفي اساليب متعددة ومتنوعة ليصل بالعميل الى بناء معرفي عقلاني غير مشوه.
· اعادة البناء المعرفي هو الوسيلة الأساسية الاولى المطبقة والمستخدمة في نموذج بك المعرفي
· اعادة البناء المعرفي يركز على ثلاثة مناطق هي الجوانب المعرفية والحالة النفسية والسلوك
العلاج المعرفي السلوكي :
· العلاج المعرفي السلوكي نشأ من السلوكية , حيث أن السلوكيين الاوائل مثل سكنر وأخرين في الستينات والسبعينات وضعوا رؤية محددة تؤكد أن الأفراد يتم برمجة أعضائهم على الاستجابة للمثير بأشكال محددة متوقعة وقابلة للتعديل.
· المدخل المعرفي يمد السلوكيين بالجزء أو الرابط الناقص في الصياغة السابقة.
· أنه من الصعب فصل العلاج المعرفي عن السلوكي لأن كل منهما يستخدم الاساسيات والمفاهيم الخاصة بالأخر منها التدعيم الايجابي , النمذجة , تكنيكات الاسترخاء , الواجبات المنزلية , والعلاج المعرفي يشترك مع العلاج السلوكي في التركيز على العلاقة التعاونية التكاملية مع العميل.
خصائص العلاج المعرفي السلوكي :
يتميز العلاج المعرفي السلوكي بخصائص عملية محددة وهي :
· مساعدة العميل على إحلال بدائل جديدة صحيحة في الأفكار والسلوكيات بدلاً من القديمة المرضية غير الواقعية التي كان يتبعها .
· سعيه إلى تسهيل فهم الرابطة بين المشكلة التي يعانيها العميل وضرورة العلاج فهم الحالة وصياغتها أو التنظير الذي يحكم التدخل فيها بهدف العلاج .
· العلاقة بين العميل والمعالج في العلاج المعرفي السلوكي علاقة تعاونية .
· التخطيط للجلسات من خلال جدول أعمال يتم الاتفاق عليها بين المعالج والعميل ، وتنبثق أهداف العلاج المعرفي السلوكي عن قائمة المشكلات محكمة الصياغة والبناء ، وعن الفروض العاملة .
· تعليم العميل كيف يكون معالجا لنفسه وفعالا داخل الجلسة ، أو خارجها وذلك بقيامه بالمهام والواجبات المنزلية ، وبهذا يعتبر العلاج المعرفي السلوكي علاجاً تعليمياً يساعد على تعلم أسلوب حياة أكثر إيجابية وكفاءة في التعامل مع الصعوبات المستقبلية .
· أهداف العلاج المعرفي السلوكي:
· تحديد مشكلة المريض وتكوين المفهوم المعرفي لكل مشكلة على حدة وصياغتها صياغة محددة.
· إجراء القياسات المبدئية وتحديد خط الأساس من حيث شدة الإعراض وحدة المشكلة بكافة أنواعها(معرفية, مزاجية, سلوكية ,اجتماعية).
· تأكيد أهمية العلاقة التعاونية بين المعالج والعميل وأهمية الواجب المنزلي أو المهام المنزلية وبيان مدى تأثيرها على سرعة العلاج وكفاءته.
· تعريف المريض بصورة مختصرة ومبسطة بطبيعة العلاج المعرفي السلوكي وكيفية تطبيقه وإجراءاته.
· التدريب المبدئي على المهام التي سوف يقوم بإنجازها المريض خلال وبين الجلسات العلاجية عن طريق نماذج من هذه المهام.
· إقامة تحالف علاجي والاتفاق على الاستمرار وتحديد مدى دافعية المريض للمضي في العلاج.
· زيادة وعي المريض بالمشكلة وبطريقة العلاج المعرفي السلوكي.
· تعليم المريض أساليب واستراتيجيات مواجهة الضغوط والتعايش معها.
خصائص عامة للعلاج المعرفي :
· قصير المدى
· التركيز على المشكلة
· تعريف المشكلة من جانب العميل
· الشراكة
· واجبات منزلية
وسوف نتناول هذه الخصائص ببعض التوضيح :
قصير المدى :
· يتعامل مع مشاكل العميل في مدى زمني قصير.
· العلاج المعرفي لا يقف طويلاً عند النظر في تاريخ وماضي العميل للحصول على معلومات قديمة مثل التي تستخدم في أنماط العلاج طويل المدى
· العلاج المعرفي حرفياً وبمعنى الكلمة يعتبر علاج قصير لانه يقلل بشكل مباشر عدد الجلسات التي يتم تحديدها في بداية العلاج
التركيز على المشكلة :
· العلاج المعرفي يركز على المشكلة حيث أن الكثير من المعالجين يعملون منذ الجلسة الاولى على أن يجعلوا العميل يحدد مشكلته بشكل واضح .
· الاخصائي الاجتماعي يساعد العميل على وصف أفكاره , دوافعه , سلوكياته.
تعريف المشكلة بواسطة العميل :
· يعرف العميل المشكلة ويقوم الاخصائي الاجتماعي بمهمة التوضيح , التعليم , والتعاون مع العميل في ذلك ولكن اهتمامه الاساسي يكون موجه الى تحديد وتفسير العميل نفسه للمشكلة.
· يبدأ المعالج المعرفي جلساته مع العميل وبداية أدوار العميل تبدأ بتعريفه لمشكلته.
· العميل ينبغي أن يعرف ان مسئولية التغيير يجب أن تأتي بالتعاون بينه وبين الاخصائي الاجتماعي.
الشراكة :
· خلال علاقة الشراكة هذه الاخصائي الاجتماعي والعميل يرون انفسهم كفريق يعمل معاً لحل المشكلة.
· تساعد الشراكة على تجنب صعوبة مسئولية الطرف الواحد التي يكون فيها ( الاخصائي الاجتماعي هو الخبير والعميل شخص عديم القدرة ويسعى للمساعدة)
· مع بداية عملية المساعدة على أساس المسئولية المشتركة يدعم الاخصائي الاجتماعي المعرفي عملاؤه ويمدهم بالقوة.
· عملياً الاخصائي الاجتماعي والعميل معاً يجب أن يتحملوا مسئولية نجاح عملية التدخل المهني .
الواجبات المنزلية :
· كل نماذج العلاج المعرفي لها واجبات منزلية تكون لها اشكال متنوعه حيث أن هذه الاشكال قد تتضمن أن يأخذ العملاء مهمة وضع افكار بديلة ينتج عنها استجابة ايجابية.
· واجبات أخرى تتضمن ممارسة تكنيكات سلوكية تدفع الى اعادة اختبار الانماط المعتادة من الافكار والسلوكيات الناتجة عنها.
مفاهيم العلاج المعرفي :
مفهوم حديث الذات :
هو حديث الشخص الى نفسه داخلياً بما يفكر به من افكار حول ما يمر به من احداث
في اطار العلاج المعرفي لابد أن يهتم المعالج المعرفي بالحديث الى الذات سواء بأنه عامل من العوامل المرتبطة بالمشكلة أو انه اسلوب يمكن استخدامه واستغلاله بشكل ايجابي في تعديل افكار العميل.
استراتيجية اعادة البناء المعرفي :
يقوم المعالج المعرفي من خلال هذه الاستراتيجية بمساعدة العميل على اعادة تكوين افكاره بالشكل الذي يجعل منها افكار منطقية سوية تؤدي الى دوافع أو مشاعر معقولة ينتج عنها سلوكيات ايجابية
وتمر هذه الاستراتيجية بعدد من المراحل حتى يتم تحقيقها بشكل كامل :
الخطوة الاولى : تقبل الفكرة
في اطار هذه الخطوة يتم مساعدة العميل على أن يتفهم ان ما يعتقده ويفكر فيه هو ما تم البناء عليه من تكون افعاله وسلوكياته, وبالتالي بتعديل هذه الاعتقادات والافكار تتعدل هذه الافعال .
الخطوة الثانية : الافكار الخاطئة
في اطار هذه المرحلة يقوم المعالج المعرفي بمساعدة العميل بالتعاون معه على حصر وتحديد كل ما هو غير سوي أو غير عقلاني من معتقدات وافكار حتى يتم وضعها هدف للتغيير والتعديل بالتعاون أيضاً بينهما
الخطوة الثالثة : مصدر الأفكار الخاطئة
يعمل المعالج المعرفي من خلال هذه المرحلة على التعرف على المصادر التي قد ينتج عنها اعتقاد العميل والتزامه بأفكار محددة غير سوية أو خاطئة , هذه المصادر قد تتحدد في أحد المواقف أو الخبرات السابقة , أو من تجارب أخرين محيطين به أو نتاج للثقافة والبيئة التي يعيش فيها.
الخطوة الرابعة : الاحلال والأبدال
تعتمد هذه المرحلة على المراحل السابقة وبشكل أساسي على المرحلة الثانية التي يتم فيها مع العميل تحديد الافكار الخاطئة , حيث يقوم المعالج المعرفي في هذه المرحلة بالاهتمام بدعم العميل في ضرورة نبذ هذه الافكار واستبدالها بأخرى سوية وايجابية.
الخطوة الخامسة : دعم العميل
يهتم المعالج المعرفي في هذه الخطوة والتي تأتي في نهاية عملية البناء المعرفي وبعد استبدال العميل لأفكاره ومعتقداته الخاطئة بأخرى عقلانية فيحاول أن يدعم العميل على جهده المبذول خلال المرحلة السابقة.
وتعتمد استراتيجية اعادة البناء المعرفي على عدد من التكنيكات تساهم في تحقيقها , تتحدد هذه التكنيكات في :
المناقشة والاقناع : مناقشة العميل في افكاره واقناعه بتغييرها واستبدالها بغيرها.
التشجيع : استخدامه بطرق مختلفة يدعم استمرار العميل في تعاونه مع المعالج المعرفي وتغيير أفكاره
التوضيح : توضيح الخطأ فيما يعتقده العميل من افكار والاثار السلبية التي قد تنتج.
التحليل : يزيد التحليل هنا على التوضيح في الربط بين الافكار الخاطئة والمشاعر والسلوكيات التي تنتج عنها.
التقارير الذاتية : هي التي يسجل فيها العميل أفكاره ومشاعره وسلوكياته المرتبطة بها بشكل دوري , ويقوم المعالج المعرفي بمناقشته في هذا التسجيل وهذه التقارير .
المواجهة : يستخدم المعالج المعرفي هذا التكنيك في مواقف محددة اثناء تعامله مع مشكلة العميل أهمها حالات التناقض بمعناها الشامل .
التكنيكات العامة للعلاج المعرفي :
المناقشة أو التساؤل :
المناقشة تكنيك رئيسي يستخدمه المعالج المعرفي بالإضافة الى الاسئلة التي تتراوح بين الاسئلة العملية جداً والمحددة أكثر من الاسئلة الفلسفية .
الاسئلة المباشرة أو العملية تستخدم غالباً لمساعدة العميل لإزالة الغموض واستيضاح افكاره ومشاعره وسلوكياته.
التحدي :
هو النمط الثاني من التكنيكات المعرفية الشائعة ويختبر هذا التكنيك (التناقضات , عدم الاتساق , الغموض ) الذي يوجد في افكار ومشاعر وسلوكيات العميل.
وكذلك عدد غير قليل من الاخصائيين الاجتماعيين يخافون من القيام بتنفيذ هذا التكنيك خشية أن يبتعد العميل ويضر بالعلاقة المهنية ولكن الحقيقة أن النتائج تكون على العكس من ذلك خصوصاً اذا كان التحدي يتم القيام به بطريقة صحيحة ومناسبة.
الاسترخاء :
وهو التكنيك الثالث وهو تكنيك مشترك مع المدخل السلوكي والكلي وأيضاً التدخل المعرفي.
الاسترخاء يؤكد على أهمية التفاعل بين العوامل الجسمية والنفسية بما يعود بشكل ايجابي على كليهما.
الاسترخاء العميق هو الحالة التي فيها جسم الشخص يستجيب تماماً بشكل عكس طريقة استجابته اذا كان تحت ضغط أو قلق بالغ
تكنيك الاعمدة الثلاثة :
وقد يسمى هذا التكنيك بالتسجيل اليومي للأفكار غير السوية وهو تكنيك مفيد جداً و واضح لمساعدة العملاء على التعرف على انماط افكارهم الخاطئة والتعامل معها .
تعليقات
إرسال تعليق